يوم عاشوراءيعود من جديدمع وصي من اوصياء محمد(ص)في هذا الزمان

الافتتاحية

شهر انتصار الدم

هاهو محرم جديد يطل علينا ، ومن جديد يعود يزيد لعنه الله ليُسيّر عبيدالله بن زياد بجيشه الذي لا يفرق بين الناقة والجمل لسفك دم الحسين (ع) وأنصاره .
ومن جديد يقف شريح القاضي وشبث بن ربعي فقهاء السوء الخونة الأراذل ليهتفوا بجموع الغوغاء أن اقتلوا الحسين فهو خارجي منحرف عن شريعة جده سيد المرسلين !
قصة قديمة جديدة ، تختلف الأسماء وتتغير الصور والوجوه ولكن الهوية واحدة .
يزيد نفس يزيد والشمر هو الشمر نفسه لا شئ تغير سوى الأسماء والصور .
بالأمس قتلوا وشردوا وأسروا ، أحرقوا الخيام ، وأحرقوا قبلها كبد رسول الله (ص) واليوم أعادوا سيناريو الغدر نفسه
قتل (قتل الشخصية) ، إحراق ( وهذه المرة إحراق كتاب الله ، وأحاديث أهل البيت (ع) ) ، أسر و.و.الخ .
هذه الخلفية المقارنة ضرورية لفهم أبعاد الحادث الجلل الذي تعرض له أنصار الإمام المهدي (ع)
فإذا كان الإمام الحسين (ع) قد خطب في جموع القتلة المارقون قائلاً : بأي ذنب تقتلوني أ على شريعة بدلتها ؟
فأنصار الإمام المهدي يصرخون اليوم بوجه الجناة الذين لم يتورعوا عن اقتحام بيت من بيوت الله ليعيثوا فيه الفساد والتخريب قائلين : بأي ذنب تحاربونا
بل ماهي جريرتنا التي من أجلها أفتى لكم أصنام قريش بحربنا
أ على شريعة بدلناها ؟ أ لم يكن خطابنا معكم يستند دوماً على كتاب الله وسنة نبيه ؟ أ لسنا نبشركم بظهور إمامكم الذي تتبجحون بإتباعكم له ؟ وإذا كان لأصنام قريش مشكلة معنا لأننا فضحنا خيانتهم لدين الله بإتباعهم الشيطان الأمريكي ، وتنصلهم من مبدأ حاكمية الله وطعنهم قلب علي بخنجر غدرهم المسموم
فهل تبيعون دينكم من أجل دنيا هؤلاء البائسين ؟
اقول إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في دنياكم .
وإذا كنتم تزعمون بأنكم شيعة لأهل البيت (ع) فهاهي دماؤهم الزكية ما زالت تهتف بكم لتذكركم بالهدف السامي الذي من أجله أُرخصت هذه الدماء الزكية التي عطرت ثرى كربلاء
فهل تعتبرون وهل تعتبر الأمة التي أسلمت قيادها لفقهاء السوء الخونة
أم إن ركب الأمة يبقى سادراً في غيه ، غير ملتفت الى أن دماء الحسين والثلة الطاهرة من أهل بيته وأصحابه إنما أريقت لتبقى علماً على مدى الدهر وهاتفاً يصرخ في ضمير الأجيال بأن هذه الدماء إنما هي قرابين لفداء مبدأ حاكمية الله في أرضه
فالأرض لا يمكن أن يحكمها الطواغيت المتسلطون بالقوة الغاشمة قوة السيف أو قوة الأهواء المسماة ديمقراطية
بل الحاكم هو الله وشرع الله وولي الله الذي تختاره السماء .
هذه كانت خلاصة الرسالة التي أراد الحسين (ع) أن يشهرها بوجه أمة السقيفة ولم يكن يريد لدمائه الشريفة ودماء خير أهل الأرض في زمانه أن تكون مناسبة لذرف الدموع الرخيصة ، هذه الدموع التي تجدد مقتل الحسين كل يوم بإتباعها من خانوا الأمانة عبر حرف تضحيته الكبرى عن مساراتها الربانية .
وأية دموع هذه التي تذرفها تماسيح البشر ، إنها الدموع المالحة التي تنكأ الجراح ، بل إنها سهام عمر بن سعد المتجددة عبر العصور .
أليست هذه الدموع هي نفسها التي صنعت سقيفة الزوراء ، وسارت جموعها في مظاهرة الإنتخابات لتعلن بصوتها الأبح البغيض (صوت فحيح الأفاعي) بأن الحسين ديكتاتوري لا يؤمن بمبدأ الديمقراطية ( الدين الأمريكي الجديد ) ؟!
أ لم ترفع جموع الباكين مقولات عمر والشمر كوصمات العار وتنادي بأن الشرعية للإنتخابات لا للتنصيب الإلهي ؟
فيا جموع الباكين حتى متى تساقون كالأغنام لقتل الحسين ، ثم بعد قتله تظهرون ندم الذئاب ؟ أ في كل عام لكم حسين يُقتل ومظاهرة ندم حمقاء ؟
أما آن أن تستيقظوا من نومكم المقيت ، وتتذكروا لمرة واحدة أن دماء الحسين صوت السماء الذي يهتف بأن
البيعة لله
والموت للطواغيت (( أم حسبتم أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا )) .

كلمة أخيرة

( حدود قضية الإمام المهدي(ع) )

بعض من نلتقيهم من المعاندين يواجهونا بما يظنونه إشكالاً صحيحاً
فيقولون : إذا كان الإمام المهدي (ع) ظاهراً من خلال شخص وصيه ورسوله السيد أحمد الحسن (ع) فلماذا لا يحارب الأمريكان الذين يحتلون العراق الآن ويعيثون في أرضه وشعبه الفساد ؟
يغفل هؤلاء الناس عن مسألة جوهرية هي أن قضية الإمام المهدي (ع) لا تنحصر بحدود وطنية أو طائفية ، فهي غير متعلقة بشيعة العراق أو الشيعة في أي مكان من هذا العالم بصورة خاصة بل لا يمكن حتى أن تتحدد بالمسلمين .
فالحق إن قضية الإمام المهدي قضية عالمية لا تعني الشيعة فقط ولا المسلمين دون سواهم بل همها الإنسان في أي بقعة جغرافية كانت ولأي دين أو مذهب انتمى .
وإذا كان صحيحاً إن أمريكا تمثل العدو الأول للإمام المهدي (ع) فليس منشأ هذا العداء إنها تحتل أرض العراق ، وبكلمة أخرى ليس منشأ عداء الإمام المهدي (ع) لأمريكا مرده الى شعور وطني وإنما لأنها مُفسدة في الأرض وتقف على طرف النقيض مع قيم السماء ، فأمريكا الدجال الأكبر هي الخلاصة المركزة لكل ما يريده إبليس (لع) .
وعلى هذا فإن عداء الإمام المهدي (ع) لأمريكا ليس عداء لنفس الأشخاص بما هم أشخاص ، وإنما بما هم أشخاص متصفين بصفة الفساد ، ومن هنا فإن عداءه لأمريكا لا يقل عن عدائه لغيرها من المفسدين من أي صنف أو لون كانوا ؛ شيعة أو سنة ، مسلمين أو غير مسلمين ، عرباً أو عجماً ، كل هؤلاء أعداء للإمام المهدي (ع) لأنهم أعداء لله ولما يريده على الأرض .
هذا أولاً أما ثانياً فإن كون أعداء الإمام المهدي (ع) هو كل من كان مصداقاً للفساد ، ولأن الغاية التي يتطلع لتحقيقها هي إقامة دولة العدل الإلهي في كل أرجاء المعمورة بعد تطهير الأرض من رجس المفسدين وهو هدف – كما هو واضح – يتعدى حدود الجغرافية والقومية والمذهبية بمعناها الضيق ، بل إن بعض من يدعي التشيع اليوم سيدخل حتماً في دائرة أعداء الإمام المهدي (ع) لاسيما بعد أن بدلوا نعمة الله كفراً واتبعوا الدجال الأكبر أقول إن العداء للمفسدين المقترن بغاية هي تحقيق دولة العدل الإلهية وتطهير الأرض يقتضي إمهالاً لهؤلاء المفسدين عسى أن يرتدعوا ويعودوا الى جادة الصواب ، فلابد إذن من دعوة وإنذار للعام وتوعية بحقيقة القضية المهدوية ليعلم الله من يؤمن بالغيب ومن هو كافر لا صلاح له غير السيف .
والقرآن الكريم يصرح بأن العذاب الذي ينزل على أهل الأرض لابد أن يسبقه تنبيه ودعوة ( رسالة ) ليحى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة
قال تعالى : (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ))
فالعالم الآن في فترة التبليغ والتنبيه الى أن منقذ البشرية ومهدم صروح الفساد قد حل بين ظهرانيهم ، فأما أن يتداركوا وأما أن يحل بهم العذاب
وقد أعذر من أنذر كما يقولون ، فالإعذار – بمعنى إزالة عذر الأعداء بعد أن قدم لهم بالإنذار – سنة إلهية وحقيقة قرآنية يلتزمها الإمام المهدي (ع)
أم تريدون منه أن يتبع أهواءكم ؟
(( وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ(( .
والحقيقة إنه ليس بمقدور أحد كائناً من كان أن يحدد موعداً لقيام الإمام المهدي (ع) بذريعة أن الأرض قد ملئت جوراً ، أو إن مهلة التبليغ قد استنفدت أغراضها ولم يعد لها من مُسوّغ ، وذلك لسبب بسيط هو أن لا أحد غير الله والإمام المهدي يعلم ما إذا كانت فترة التبليغ قد حققت أغراضها كاملة
وما يدريكم لعل رجلاً في أقاصي الأرض لم تبلغه الرسالة ولو بلغته لآمن بها ، أو لعل آخر سمع بها من المبطلين الذين لا يتورعون عن نعتها بما ليس فيها ، ولو وردته من منبعها الصافي لكان له موقف آخر منها ، كل ذلك محتمل وممكن فلماذا يتعجل من لم يحط بالحقائق ؟
وبطبيعة الحال فإن الله تعالى لا يعجل لعجل العباد ، بل لكل شئ موعد ومنهاج ، وقد ورد في الحديث ما مضمونه ( هلك المستعجلون ) .

اشكرك انتضر جديدك

تحياتي

اشكرك انتضر جديدك

تحياتي